أكدت الدكتورة فاتن فتحي رئيس مجلس إدارة "مؤسسة فاتن فتحي للخدمات الصحية والتدريب" ومديرة مركز هاي كير للتمريض المنزلي ورعاية المسنين، وسفيرة "منظمة انسانيون العالمية" أن الورشة التدريبية الأخيرة التي نظمتها المؤسسة تمثل استجابة مباشرة لاحتياجات المجتمع المصري والعربي في مجال الرعاية الصحية المنزلية. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب 65% من خدمات الرعاية الصحية في المنطقة العربية تقدم خارج المستشفيات، وفي مقدمتها المنازل، وهو ما يعكس التحول المتزايد نحو الرعاية المجتمعية.
وقالت الدتزرة فاتن أنه في مصر، أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2023 أن عدد كبار السن فوق سن الخامسة والستين قد تجاوز 7.1 مليون مواطن، أي ما يعادل 7% من إجمالي السكان، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 10 ملايين بحلول عام 2035. هذه الأرقام تفرض ضرورة وجود كوادر تمريضية مدربة ومؤهلة لتقديم خدمات الرعاية المنزلية على أسس علمية دقيقة، خاصة في ظل أن نحو 40% من المرضى المزمنين يحتاجون إلى متابعة طبية مستمرة في منازلهم لتجنب الانتكاسات الصحية.
وأضافت : أن المؤسسة تدمج بين التدريب الأكاديمي المتخصص والعمل التطوعي، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن التطوع يمثل العمود الفقري لأي منظومة صحية مجتمعية متكاملة. وتشير الدراسات الدولية إلى أن كل ساعة تطوع في مجال الرعاية الصحية توفر على الأنظمة الصحية ما يعادل 30 دولارًا، بينما تسجل المستشفيات المصرية أكثر من 20 مليون حالة طوارئ سنويًا، منها نسبة تصل إلى 25% يمكن التعامل معها منزليًا. وهو ما يبرز أهمية نشر ثقافة التمريض المنزلي وإشراك الشباب المتطوعين في تخفيف الضغط على المرافق الطبية.
وشددت على أن تكريم المتفوقين في الورش التدريبية ليس مجرد احتفال رمزي، بل تقدير عملي لجهود تساهم في إنقاذ الأرواح وتحسين نوعية الحياة. فبحسب أبحاث طبية عالمية، فإن 70% من حالات تحسن المسنين ترتبط بالمتابعة الدقيقة داخل المنازل، كما أن وجود ممرض أو مقدم رعاية مدرب يقلل من نسب الانتكاسات وإعادة الدخول للمستشفيات بنسبة تصل إلى 40%، وهو ما يترجم إلى مليارات الجنيهات من التوفير للنظام الصحي المصري سنويًا.
وأشارت الدكتورة فاتن إلى أن الدولة المصرية تدعم بقوة مسار العمل التطوعي في الرعاية الصحية، حيث تشير إحصائيات وزارة التضامن الاجتماعي إلى وجود أكثر من 52 ألف جمعية أهلية، بينها ما يزيد على 5 آلاف جمعية نشطة في المجال الصحي. وهو ما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي تضع دعم كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على رأس أولوياتها. وأكدت أن هذا الدعم الرسمي يمنح المؤسسة ثقة أكبر للتوسع في برامجها التدريبية ومبادراتها الصحية.
ولفتت الدكتورة فاتن إلى أن المؤسسة باتت اليوم شريكًا فاعلًا في بناء منظومة صحية مجتمعية مستدامة، حيث نظمت خلال العامين الماضيين أكثر من 15 ورشة تدريبية شارك فيها ما يزيد على 500 متدرب من الشباب والفتيات الباحثين عن فرص عمل، إلى جانب إطلاق مبادرات لدعم المرضى المزمنين وكبار السن استفاد منها أكثر من 300 أسرة في القاهرة والجيزة. كما تعمل المؤسسة على التوسع في برامجها لتشمل محافظات أخرى خلال عام 2026، استجابة للطلب المتزايد على الرعاية المنزلية.
اختتمت الدكتورة فاتن تصريحاتها بالتأكيد على أن التعاون مع منظمة "إنسانيون" العالمية أضاف بعدًا إنسانيًا ورمزيًا كبيرًا لعمل المؤسسة، خاصة أن المنظمة تنشط في أكثر من 40 دولة حول العالم، وتتبنى نشر قيم التطوع والرعاية الشاملة. وأوضحت أن تجربة جائحة كورونا أثبتت أن 40% من الحالات عالميًا كان يمكن علاجها ومتابعتها منزليًا دون الحاجة إلى دخول المستشفيات، مؤكدة أن المؤسسة تفخر بمساهمة مصر في هذه الحركة العالمية من خلال شراكتها مع "إنسانيون".